الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن سار على هديه إلى يوم الدين، وبعد فقد أصبح من الضروري، إذا أردنا أن نسلُك طريق التغيير نحو الأفضل، الفهم السليم والشامل لعناصر الفكر الإسلامي، لتوعيّة الباحثين قبل غيرهم؛ لأنّ الفهم الصحيح هو الذي يوجّه الأمّة نحو طريق النجاة، ويبعث في عروقها روح الحياة فبسبب ضعف الوعي بحاجيات البحث العلمي في ميادين الفكر الإسلامي، تبددت جهود الأمّة، وهدرت طاقاتها، فأصبحت الحاجة إلى فقه عميق شامل ومتوازن، لنتوسط من خلاله بين الأخذ والأداء، بغية الحيلولة دون حدوث خلل في التعامل بين الأصالة والتجديد، حيثُ شغل الاضطراب الفكري حيّزاً كبيراً من مخاوفنا، وشهد واقع الأمّة خللاً واضحاً في مسيرتها التعليميّة، فبات من العسير تجاوز أزمة البحث العلمي، بأطروحات عارضة تنقصها الدارية والمنهجيّة، وتغيب عنها الرؤية الفاعلة والسديدة وفي ظلّ واقعنا التربوي المؤلم، نشأت الأزمات في ميادين البحث العلمي، وضعفت الجامعات الإسلاميّة في تأدية دورها المطلوب، وأصبح العامل المادّي – في الغالب – هو المحرّك الأساس نحو الأهداف والغايات، فاضمحلّ الابداع والتميّز في كثير من مجالات البحث العلمي، الأمر الذي يدعونا لإعادة النظر في أسلوب منح الدرجات العلميّة للطلبة والباحثين في مجال الدراسات الإسلاميّة ومن هنا فإنّ من أولويات أهدافنا في جامعة (الإسراء) في ولاية منيسوتا الأمريكيّة (الجامعة الإسلاميّة سابقا) هو ضبط الحركة العلميّة، وتلمس سبيل الإبداع والتميّز، بالقدر الذي نحفظ فيه المستوى العلمي المطلوب للحفاظ على هيبة الشهادات العليا، وبالأخصّ في برنامجي الماجستير والدكتوراه وأسأل الله أن يوفقنا وإخواننا العاملين معنا لخدمة الإسلام والمسلمين، ولضبط مسيرة البحث العلمي، بالقدر الذي يحفظ للتعليم الإسلامي تميّزه، بالمستوى الذي يحقق مبدأ الجديّة والابتكار والإبداع، ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. وصلّى الله وسلّم على سيّدنا محمّد